جنة البقيع – مقبرة الصحابة وأهل المدينة
تقع مقبرة البقيع (المعروفة أيضًا باسم بقيع الغرقد نسبة إلى شجر الغرقد الذي كان ينمو فيها) إلى الجنوب الشرقي مباشرةً من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وهي أكبر وأقدم مقبرة في المدينة إذ كانت المقبرة الرئيسية لأهل المدينة منذ عهد النبي ﷺ.
توسعت مساحة البقيع على مر العصور لتبلغ حاليًا نحو 180 ألف متر مربع، وقد دُفن فيها آلاف المسلمون الأوائل لبدء القبر تقديرًا لتضحياتهم، فأمر النبي ﷺ بالدعاء لهم والاستغفار لهم، وكان يُكثر الزيارة إلى البقيع والدعاء لأهله وخاصةً في الليل للدعاء المخصوص فيهم. فيُروى عن قبورهم أن سكانها سيكونون من أول من يُبعثون يوم القيامة بعد النبي ﷺ وصحابته.

جنة البقيع – مقبرة الصحابة وأهل المدينة
على مرّ السنوات، حظيت مقبرة البقيع باهتمام متواصل نظرًا لأهميتها الدينية والتاريخية، ولضمّ عدد من الصحابة وأهل بيت النبي ﷺ. ومع تزايد أعداد الزوّار والمقيمين، برزت الحاجة لتطوير المقبرة وتوسعتها، بما يضمن احترام حرمتها وتحسين خدماتها. وقد مرّت البقيع بعدّة مراحل من التوسعة هدفت لتعزيز البنية التحتية وتوسيع المساحة ضمن تخطيط عمراني يحترم الطابع الديني والإنساني للمكان.
إزالة القباب وتوحيد المظهر
شهدت المقبرة أولى التوسعات الحديثة في ظل النهضة العمرانية في المدينة المنورة، حيث تم تسويرها بسور حجري وإزالة القباب القديمة التي كانت تعلو قبور بعض الصحابة وأهل البيت، وذلك ضمن توجه رسمي لتوحيد شكل القبور وفق ما يراه علماء الشريعة في المملكة.
إعادة التنظيم وتوسيع المساحة
أعلنت أمانة منطقة المدينة المنورة عن خطة توسعة شاملة للمقبرة شملت ضم أراضٍ محيطة، وتوسعة مساحتها لبلوغ قرابة 180,000 م²، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية، مثل إنشاء مغاسل جنائز مستقلة للرجال والنساء، وتحديث مسارات المشي، وتوفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة.
تأسيس الجمعية ورؤية مستقبلية
أُسست جمعية البقيع الخيرية كأول جمعية متخصصة بدعم شؤون إكرام الموتى في المقبرة، وذلك بإشراف مباشر من أمانة المدينة المنورة، كما أطلقت خدمات إلكترونية مرتبطة بتحديد مواقع الدفن، وتحسين الإضاءة الداخلية، وتعزيز الخدمات اللوجستية، استعداداً لمراحل توسعة مستقبلية يمكن بها استيعاب إلى نحو 300,000 م².
إحصائيات مقبرة البقيع
تعكس الإحصائيات الدقيقة لمقبرة البقيع حجم العناية والتنظيم في إدارة هذا الوضع المقدس، وتقدّم لائحة واضحة عن عدد القبور، وتوزيعها، وتكرار استخدامها، بما يُجسد الامتداد التاريخي للمقبرة وخدمتها لأهالي المدينة وزوّارها.
مربع دفن
تتراوح سعة كل مربع بين 60 إلى 2,500 م²، حسب حجم المنطقة والاستخدامات التنظيمية.
قبر
يعتمد نظام التدوير الدوري للقبور كل 4 إلى 5 سنوات، وذلك لضمان استمرارية استيعاب الوفيات.
صحابة مدفونة بالبقيع
تضم مقبرة البقيع عددًا من قبور كبار الصحابة، وأفراد من آل البيت، والذين كان لهم دور بارز في نشر رسالة الإسلام.
الموقع الجغرافي والوصول
تقع مقبرة البقيع مباشرة شرق المسجد النبوي الشريف، بمحاذاة سور المسجد الجنوبي الشرقي. وقد أصبحت بعد توسعات المسجد ملاصقةً لساحاته ولا يفصلها عنه أي مبنى أو شارع. ، بحيث يمكن للمصلّين والزوار الوصول إليها بسهولة سيرًا على الأقدام عبر الممرّات المؤدية من باحات المسجد بعد انتهاء الصلاة. وتربط المقبرة بالمسجد النبوي عدة مداخل يمرّ من خلالها الزوار، وقد صُممت هذه المداخل لضمان انسيابية حركة الدخول والخروج وتنظيم زيارة الموتى بأيسر السبل. يجدر بالزائرين الالتزام بضوابط الزيارة واللباس المناسب عند الدخول إلى البقيع، تروُّحًا لروح القدسية القائمة في هذا المقام التاريخي.
